من اللحظات التي أتجنبها وأهرب منها ..
لحظات الوداع والتي يفارق فيها الإنسان كل ما تعود عليه وأعتاد أن يكون
قريبا منه ولا يتخيل أن تسير حياته بدونه وقد تكون مشاعر الوداع من
الأمور التي توحد الناس عليها ..
فإلى الآن لم أجد ذلك الشخص الذي يعشق الوداع ويبحث عنه .
كتب الكثير من الأدباء وتغنى العشاق في الوداع ولكن يبقى الوداع شعور
لا يمكن وصفه ويختلف من شخص لآخر حسب مكانته في النفس ومكانته
من القلب ودائما ما يبقى الوداع ولحظات ه أسرع من كل شيء في هذه الحياة .
من أصعب لحظات الوداع التي لا يتخيلها البشر هي وداع الصحابة
لرسولنا الكريم والصدمة التي ألمت بهم وأخرجت البعض عن طورهم
ولم يصدق أي شخص عاش مع الحبيب أن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم
وقد واراه التراب ومرت تلك اللحظات التي كانت من الليالي السوداء التي لا تتكرر.
قد يكون من أصعب لحظات الوداع هي لحظة وداع من تحب ومن تحترمه
ومن تكن له أجمل المشاعر وأصدقها ويذهب مودعا دون أن يكون هناك
أمل للقاءه ودون أن يكون هناك فرصة لوداعه وتتمنى أنك لو عشت معه أجمل
اللحظات ولم تنشغل عنه وتود لو أنك عبرت عن حبك واشتياقك له دون أن تنتهي
تلك اللحظات ولاتزال الكلمات محبوسة في نفسك.
قد يودع الإنسان مبادئه وقيمه فالوداع ليس للبشر وللعلاقات فقط بل هناك الكثير
من الناس من ودع أفكاره وقيمه وضاع في هذه الدنيا وتنازل عن كل ما كان يحلم
به ويتمسك به من قيم ومبادئ وأفكار وصار لا يفكر فيها ولا يبدي لها أي اهتمام ولا
يحرص عليها بل أنه يكره من يذكرها به ويبتعد عمن يجعله يعيش تلك اللحظات
وقد يودع الإنسان مشروعه الحياتي والذي وهب نفسه له وضحى بالكثير من الوقت
والجهد لكي يحققه ويصل إليه وسرعان ما طار كل شيء ورأي ذلك المشروع يتبخر
من أمامه وهو مقيد اليدين لا يستطيع أن يفعل شيء ولم يكن يتوقع أن يضيع ذلك
الجهد وذلك المشروع بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب .
وقد يودع الإنسان وظيفته وزملائه في العمل ويبتعد عنهم وسرعان ما يذوب
اهتمامه وحرصه في العمل الجديد وينسى من كان يتوقع أنهم جزء من حياته وأنه
لن يستطيع الابتعاد عنهم ولكن هذه الحياة مهما كانت اللقاء لابد من الفراق.
دائما ما أتذكرت مقولة رائعة تقول " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون عدوك
يوما ما وأبغض عدوك هونا عسى أن يكون حبيبك يوما ما " نعم فهذه هي الحياة
ولا يمكن أن تتصور ما هو مكتوب لك
0 التعليقات:
إرسال تعليق